في جميع أنحاء العالم، يتعرض حوالي 60% من الرجال و50% من النساء إلى تساقط الشعر بأنواع مختلفة، ويبحثون عن طرق جديدة لاستعادة شعرهم. لذلك لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الشعر في الجمال والشباب. هناك طرق متعددة لتحقيق ذلك، بدءًا من المزججات المنزلية وصولاً إلى المنتجات النباتية، ومنتجات العناية بالبشرة والشعر مثل الشامبوهات والسيروم، وبعض الأدوية، وأخيرًا زراعة الشعر. بعض هذه الطرق يمكن أن تقوي الشعر أو تمنع تساقطه، والبعض الآخر قد يزيد فقط من تفاقم الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر عمليات التجميل وسيلة لمحاربة فقدان الشعر. زراعة الشعر هي نوع من عمليات التجميل حيث يقوم جراح التجميل أو أخصائي الجلدية بنقل الشعر إلى المناطق التي تفتقر إلى الشعر. في هذه العملية، يقوم أخصائي زراعة الشعر بنقل بعض الشعر من الجزء الخلفي أو الجوانب (أو من أماكن أخرى على الجسم) التي تحتوي على كثافة أعلى إلى الجزء العلوي أو الأمامي من الرأس. زراعة الشعر تحظى بشعبية كبيرة حول العالم ويمكن أن تكون حلاً جيدًا لاستعادة جمال وشباب وجهك.
في بعض الأحيان يمكن أن تكون عملية زراعة الشعر معقدة، والشخص قد لا يعرف إلى أين يتوجه أو من هو أفضل طبيب لزراعة الشعر. هل المراكز وصالونات التجميل أماكن آمنة لهذه العملية التجميلية؟ ما هي الآثار الجانبية لزراعة الشعر؟ أي نوع من زراعة الشعر يُعتبر الأفضل؟ في هذا المقال حاولنا الإجابة على جميع هذه الأسئلة. إذا كنت تبحث عن المزيد من الجمال وتقدر صحتك، تابع معنا حتى نهاية هذا المقال.
لماذا نعاني من تساقط الشعر؟
إن فقدان الشعر هو مسألة شائعة وطبيعية لدى العديد من الأشخاص، ولكن عندما يتجاوز مستوى الفقدان حدود الطبيعة، يصبح الأمر مثيرًا للقلق. السبب الرئيسي وراء تساقط الشعر في معظم الحالات هو وراثي. بالإضافة إلى المسائل الوراثية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تسهم في تساقط الشعر، وتشمل:
- التغذية: نقص في توفير المواد الغذائية الضرورية لصحة الشعر يمكن أن يؤدي إلى تساقطه.
- الضغط النفسي: الضغط النفسي الطويل المدى والشديد يمكن أن يكون عاملاً مؤثرًا في تساقط الشعر.
- بعض الأمراض: بعض العدوى الجلدية مثل العدوى الفطرية يمكن أن تسبب تساقط الشعر.
- آثار الأدوية الجانبية: استخدام بعض الأدوية، خاصة حبوب منع الحمل، قد يسبب تساقط الشعر.
- عدم التوازن الهرموني: تغييرات في هرمونات الجسم مثل هرمونات الغدة الدرقية قد تكون لها تأثير.
- الحمل: التغييرات الهرمونية أثناء فترة الحمل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تساقط الشعر.
أحد أهم العوامل في منع تساقط الشعر هو تشخيص سبب فقدان الشعر واتخاذ التدابير في وقت مبكر لعلاجه. لذا إذا كنت تعتقد أن شعرك يتساقط بشكل زائد، يجب عليك مراجعة طبيب الجلد والشعر في أقرب وقت للتمكن من التصدي لهذه المشكلة بفاعلية.
زراعة الشعر لمن يكون مناسبًا؟
يمكن أن تكون عملية زراعة الشعر لها تأثير إيجابي على مظهر وثقة الأفراد. الأشخاص المحتملين لهذه العملية قد يشملون:
- الرجال الذين يعانون من نمط وراثي لتساقط الشعر.
- النساء اللاتي يعانين من فقدان الشعر في مناطق محددة.
- الأشخاص الذين فقدوا جزءًا من شعر رؤوسهم نتيجة للحروق أو بعض الإصابات.
من هو الشخص غير المناسب لزراعة الشعر؟
زراعة الشعر ليست مناسبة للجميع، على الرغم من أنها يمكن أن تكون حلاً جيدًا للعديد من الأشخاص. لا تكون العملية مناسبة بالضرورة للأفراد الذين يتوفرون على الظروف التالية:
- النساء اللاتي يعانين من نمط واسع من تساقط الشعر في جميع أنحاء الرأس.
- الأفراد الذين لا يتوفرون على مخزون كافٍ من الشعر لنقله إلى مناطق أخرى في الجسم.
- الأفراد الذين يعانون من ندبات ناتجة عن تشكل ندبات ندبات كلوئيدية؛ حيث تكون هذه الندبات عبارة عن أنسجة ندبية بارزة ناتجة عن جراحة أو إصابات أخرى.
- الأفراد الذين فقدوا شعرهم نتيجة لبعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي.
يرجى ملاحظة أن هذه القائمة ليست شاملة، ودائمًا يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة الفردية وتحديد مدى ملاءمة عملية زراعة الشعر لكل شخص.
مراحل زراعة الشعر
تتألف عملية زراعة الشعر من عدة مراحل: التحضير والاستشارات قبل الزراعة، استخراج الجرافت والعناية بها، زراعة الجرافت، والرعاية بعد الجراحة. في كثير من الحالات، يستغرق هذا العمل الكامل بين 6 و 9 ساعات.
التحضير لعملية زراعة الشعر
قبل البدء في زراعة الشعر، يجب فحص جميع جوانب العملية والخيارات المتاحة. قبل الجراحة، يقوم الطبيب بفحص سبب تساقط الشعر، نمط التساقط، والظروف الجسدية الأخرى الخاصة بك، ويحدد بناءً على ذلك أفضل طريقة لزراعة الشعر بالنسبة لك. ثم يقوم خبير زراعة الشعر بتحديد العدد المثلى للجرافت وخطوط الزراعة المناسبة.
استخراج و الاحتفاظ بالزرعات
تتم عملية استخراج الزرعات من منطقة المتبرع أو ما يُعرف بالبنك الموجود. يُستخدم أدوات خاصة لاستخراج الزرعات. يقوم الجراح الماهر في هذه المرحلة ببذل أقصى جهد لتقليل الضرر إلى الأنسجة. ثم يُحفظ هذه الزرعات المستخرجة في محلول خاص.
زراعة الزرعات
في هذه المرحلة، يتم زراعة الزرعات المستخرجة في المنطقة المستهدفة. يُستخدم في هذه المرحلة أدوات خاصة أو جهاز آلي لزراعة الزرعات. أحد الأدوات المستخدمة في الزراعة هو قلم زراعة DHI. باستخدام هذا الأسلوب، لا حاجة لإنشاء قنوات زراعة مُسبقًا، مما يقلل من الضرر لفروة الرأس.
رعاية ما بعد زراعة الشعر
بعد زراعة الشعر، يجب أن تحظى منطقة المتبرع والمنطقة المزروعة بعناية خاصة. يتوقف نمو الزرعات المزروعة إلى حد كبير على رعاية ما بعد زراعة الشعر. تتضمن هذه الرعاية الغسيل الدوري لتلك المناطق، وحمايتها من العوامل الضارة، وتجنب تعرضها للضغط.
أنواع أساليب زراعة الشعر
أُجريت أول عملية زراعة شعر في اليابان في عام 1939، وعلى مر العقود اللاحقة، استطاع الأطباء ابتكار تقنيات جديدة وفعّالة لزراعة الشعر. واحدة من هذه التقنيات كانت تقنية الزرعة الكبيرة، التي كانت تستخدم في عقد 1980. كانت هذه الطريقة تشمل زرع حزم كبيرة من الشعر، والتي في الواقع كانت عملية غازية واعتبرت مشهورة بزراعة الشعر الدمية.
مع مرور الوقت، تطورت الأساليب والأدوات المستخدمة في زراعة الشعر لتصبح أكثر تقدمًا، وبدأ الأطباء في استخدام زراعات الشعر الصغيرة والكبيرة لتحقيق المظهر الأكثر طبيعية في عمليات زراعة الشعر.
تنقسم أساليب زراعة الشعر بشكل عام إلى فئتين رئيسيتين، وهذه الأساليب هي الأساس لأساليب زراعة الشعر الأخرى:
- طريقة الزرعة الشريطية (FUT)
- طريقة استخراج الوحدة الشعرية (FUE أو FIT)
زراعة الشعر بأسلوب FUT
تُعدّ هذه الطريقة من بين الطرق القديمة لزراعة الشعر. يقوم الجرّاح في طريقة FUT، والمعروفة أيضًا بطريقة الزراعة الشريطية، باتباع الخطوات التالية:
1. باستخدام شفرة جراحية، يقوم الجراح برفع جزء من فروة الرأس. هذه الجلد يُستخرج عادةً من الجزء الخلفي للرأس. حجم هذه الشرائط تتراوح عادةً بين 15 إلى 25 سنتيمتر.
2. بعد استخراج الجلد، يتم غلق المنطقة المُشقَقة بالخياطة.
3. يقوم الجراح بتقسيم هذا الجزء من الجلد إلى قطع صغيرة. تُسمى هذه القطع الصغيرة بـ "جرافتس"، ويمكن أن تحتوي بعض هذه الجرافتس على شعرة واحدة فقط.
4. بعد ذلك، يقوم أخصائي الزراعة باستخدام إبرة أو شفرة، بإنشاء فتحات صغيرة في المنطقة المُراد زراعة الشعر فيها.
5. ثم، يتم وضع جرافتس الشعر داخل هذه الفتحات.
6. في النهاية، قد يتم تغطية المنطقة المجرّاة بشريط طبي.
عدد الجرافتس التي يُحصل عليها في هذه الطريقة يعتمد على العديد من العوامل، مثل:
- نوع شعر الشخص المستفيد من الزراعة.
- مدى المنطقة التي سيتم زراعة الشعر فيها.
- جودة الشعر، بما في ذلك سمك الشعر.
- لون الشعر.
على الرغم من أن هذه الطريقة تُعد قديمة، إلا أنها لا تزال تقدم نتائج جيدة. من مزايا هذه الطريقة أنها عادةً ما توفر أكبر عدد من الشعيرات. إذا كان المريض يرغب في تحقيق أقصى قدر من الترميم، فعادةً ما يتم استخدام طريقة FUT، ومع ذلك، لديها عيوبها أيضًا، مثل ترك ندبة والحاجة إلى وقت أطول للتعافي.
طريقة زراعة الشعر FIT
في طريقة FUE أو FIT أو استخراج الوحدة الفوليكولية، يتم جمع وزراعة فوليكولات الشعر بشكل فردي وحبة حبة. على عكس طريقة FUT التي تترك ندبة شريطية رفيعة، تترك هذه الطريقة عدة ندبات دائرية صغيرة جدًا. خلال العملية FIT، يقوم أخصائي زراعة الشعر باتباع الخطوات التالية:
1. أولاً، يتم حلاقة الشعر في الخلف.
2. ثم يقوم أخصائي زراعة الشعر بفصل الفوليكولات فردية من فروة الرأس.
3. بعد ذلك، يقوم بإنشاء فتحات صغيرة في فروة الرأس في المنطقة المخصصة للزراعة، ثم يضع الزرعات في هذه الفتحات الصغيرة.
4. في النهاية، يُغطى المكان الذي أُجريت فيه العملية بشريط لاصق أو قطعة قماش.
ملاحظة:
تُعتبر هذه الطريقة حاليًا أفضل تقنية لزراعة الشعر لأنها تتمتع بدرجة أقل من التدخل الجراحي.
أحدث طرق زراعة الشعر
كما قلنا، تعتبر طرق FUT وFIT من التقنيات الأساسية لحصاد الطعوم. ومن بينها، هناك طرق أحدث تعتمد على الطريقتين المذكورتين.
طريقة زراعة الشعر BHT
طريقة BHT أو Body Hair Transplant هي طريقة تستخدم فيها شعر الجسم لزراعة الشعر على الرأس. في هذه الطريقة، لن يكون بنك الشعر الخاص بك يحتوي على شعر الرأس وبدلاً من ذلك، يتم استخدام شعر الجسم مثل شعر الصدر أو شعر اللحية للزراعة. يتم استخدام تقنية FIT في هذه الطريقة لاستخراج الشعر.
تعتبر هذه الطريقة مناسبة للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الكثيف أو للأشخاص الذين لديهم تخزين شعر ضئيل جدًا في الجزء الخلفي من رؤوسهم أو لديهم شعر رأس رفيع جدًا. لذلك، تعتبر هذه الطريقة أملاً آخر للأفراد الذين يعانون من فقدان شعر شديد.
طريقة زراعة الشعر SUT
تعتبر طريقة SUT من الطرق الحديثة التي تعتمد على طرق FUT و FIT وتُعد حاليًا أفضل طريقة لزراعة الشعر. في هذه الطريقة، يتم إجراء جميع مراحل الزراعة، بدءًا من استخراج الفوليكولات حتى زراعتها، باستخدام أجهزة تلقائية ومتقدمة بإشراف خبراء زراعة الشعر. تحتوي هذه الطريقة على أقل عدد من الآثار الجانبية بين أنواع طرق الزراعة وفي المقابل تقدم نتائج جيدة وثابتة.
أحد أفضل مزايا هذه الطريقة هو أنها تفتقر إلى القيود في عدد الشعيرات المزروعة مقارنة بالطرق الأخرى. باستخدام هذه الطريقة، يمكن زراعة حتى 14000 شعرة. هذه الطريقة لا تتطلب عمليات جراحية ولا تتسبب في الألم أو النزيف، وتتمتع بفترة نقاهة أقل.
في هذه الطريقة، تُستخدم عدسات القطع لاستخراج الفوليكولات. بعد استخراج الفوليكولات، تُجمد للحفاظ على حدوث أدنى فقدان لفوليكولات الشعر.
من بين مزايا طريقة SUT، تشمل خط النمو الطبيعي للشعر وكثافة الشعر المزروع. تعتبر هذه الطريقة طريقة غير تدخلية ولا تترك أي ندبات سواء في منطقة استخراج الفوليكولات أو في المنطقة المزروعة. يعتمد نجاح زراعة الشعر بطريقة SUT على مهارة خبير زراعة الشعر في استخدام الأجهزة. في بعض الأحيان قد يتعرض الفوليكولات للضرر بسبب عدم وجود مهارة كافية في التعامل مع الأجهزة.
الختام
في الختام، تقنية السفير لزراعة الشعر تمثل قفزة نوعية في مجال استعادة الشعر وتحسين مظهر الأفراد. مع مزاياها المتقدمة والنتائج الطبيعية التي تقدمها، تصبح هذه التقنية خيارًا مبهرًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان الشعر. بفضل التقنيات المتطورة والفريق الطبي المتخصص، يمكن للمرضى الاستمتاع بتجربة زراعة الشعر بشكل آمن وفعال، مما يسهم في استعادة الثقة بالنفس وتحسين جودة الحياة.
رأي المستخدم